مؤلف يقر بدور إسبانيا في خلق “جبهة البوليساريو” بالصحراء المغربية‎

خصص الكاتب الإسباني خوسي ماريا ليزونديا حيزا هاما من كتابه “الصحراء.. أفول الشمولية”، الذي ترجمه إلى العربية عبد الرحيم لعوينة، رئيس شعبة اللغة الإسبانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، للحديث عن دور إسبانيا في خلق جبهة البوليساريو.

الكتاب الذي نشرته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يقتفي دور إسبانيا في خلق الكيان الوهمي، ويرصد الدعم الفكري والديبلوماسي الذي تقدمه إليه.

في هذا الصدد، كتب المؤلف في الصفحة 114 من الكتاب أنه “حينما كان يشار إلى الشعب الصحراوي قبل 1975، كان المقصود بذلك هو مجموع الرعايا المستوطنين بالصحراء لا غير”، مضيفا أن هذه الأخيرة كانت ومازالت آهلة بقبائل وببطون عشائر تعيش وفق تقاليد وأعراف قبلية محددة، أتت خصائصها المشتركة كنتيجة لما فرضته محددات المحيط الذي كانت تعيش فيه.

وأضاف: “إذا كان مفهوما الأمة والوطن يدلان على وجود جماعة بشرية تجمعها روابط، كوحدة الأصل واللغة والدين والتاريخ المشترك وغيرها من الصلات التي تجعل منها كيانا موحدا وتحتم على أفرادها الإحساس بانتمائهم إليه، فإن هذه الأركان والشروط كلها لم تتوفر قط في مجموع قبائل الأقاليم الصحراوية”.

وسجل الباحث أن “الأمر يتعلق بانفصاليين باتت لهم بين عشية وضحاها قضية في الأمم المتحدة، واستغلهم النظام الجزائري لتحقيق أطماعه المعروفة، ثم أتت إسبانيا بدورها لتكريس الوهم ومحاولة فرض الأسطورة كواقع محتوم”.

وتابع قائلا: “إن الجيش الإسباني بعد اضطراره لإنهاء احتلال الصحراء، لم يستسغ الأمر ودفعته خيبة أمله وحقده على المغاربة إلى تنصيب نفسه حاضنا للانفصاليين”، مشيرا إلى أن إسبانيا “نقلت المعارك من ساحات القتال بالذخيرة الحية إلى مجال الفكر والكتابة من أجل المساس بالوحدة الترابية المغربية”.

وأورد الكاتب أن إسبانيا بفضل إحكام قبضتها على الصحراء، كانت لها القدرة على خلق كيان يخلفها متى حانت ساعة رحيل جنودها، لكنها لم تفعل لانعدام حاجتها إلى ذلك، إلا أن هذه المقاربة ستتغير غداة إنهاء احتلال إسبانيا للصحراء، حيث سيبدأ الحديث عن وجود قواسم مشتركة للمجتمعات القبلية في الصحراء بهدف استعمالها كورقة ضغط تخفي النكبة التي سببتها المسيرة الخضراء.

من جهة أخرى، اعتبر الكاتب أن من يسمون أنفسهم في إسبانيا “أصدقاء الشعب الصحراوي”، هدفهم جعل سكان المخيمات يعيشون تحت وطأة البؤس والحرمان، بينما يظهر هؤلاء الأصدقاء بصورة المناضلين الملتزمين بقضايا المستضعفين والمتضامنين معهم، وبصورة رجال الصحراء خلال عطل نهاية الأسبوع.

وأضاف: “مما لا شك فيه أن أصدقاء الصحراويين، وعددهم يفوق مائتي جمعية، يمارسون أشد أساليب الابتزاز النفسي على سكان المخيمات، فهؤلاء يدركون أن اهتمام الإسبان والرعاية التي يوفرونها لهم، علاوة على تنظيم المهرجانات والسياحة التضامنية، يدخل في إطار أنشطة رهينة بوجود النزاع حول الصحراء، وباستمرار الوضع على ما هو عليه في تندوف”، معتبرا أن هناك اتفاق ضمنيا على الطرفين الالتزام به.

Share
  • Link copied
إقرأ أيضا